عبدالهادي راجي المجالي
كان الزميل طارق أبو الراغب, معارضاً ومن ثم انقلب وصار حكومياً.. وبعد ذلك نبشنا كل صوره في المعارضة وفردناها, على صفحات التواصل الاجتماعي.. وأنا شخصيا كتبت عنه (بوست) على الفيس بوك, يحتوي على عبارات جارحة منها: (ليش هيك يا ابو قرعة؟)... ولمنا الحكومة.
الزميل (ابو عون).. في النهاية جلس على كرسي (المرئي والمسوع) وامتطى سيارة حكومية وربطة عنق, وصار ضيفا مقيما في رئاسة الوزراء؟
لكن للأمانة (أبو قرعة) أنتج حالة في المرئي والمسموع, لم تعد هذه المؤسسة متكلسة وحالة بيروقراطية غارقة في السبات, هو نبش كل الثغرات الموجودة في القوانين...وعدل ما يستطيع, والأهم أنه انتبه (للسوشيال ميديا).. واستطاع أن يجعل المؤسسة الرسمية حاضرة في تنظيم غضب الناس, وتعريفهم بالقوانين...وتعريفهم بخطورتها , وهو يمتلك وجهة نظر مهمة تقع في صلب مشروعه.. وتتضمن حقيقة خطيرة غفلنا عنها مطولا وهي: أن السوشيال ميديا هي من يجب أن تسير خلف الصحافة الورقية وليس العكس..
في النهاية المعارض الذي اتهمناه بالتسلق , والتنفع أنتج ردا مهما..وهو التطوير والتحديث وتفعيل مسألة الذوق العام , في الإذاعات المسموعة..وإذا ذهبت إلى هذه المؤسسة ستجد العشرات من الناس , تدخل وتخرج..وحين تسأل: تكتشف أنها تنتج الدورات واللقاءات.. والحوارات وتستمع لكل وجهات النظر..
الدخل الذي كان يتقاضاه (ابو قرعه) في المحاماة والمعارضة، هو أكبر بكثير من حصره براتب شهري.. وبعض المدراء, كانوا يتعففون عن الوظيفة الحكومية وبالتحديد هذه المؤسسة...لسبب بسيط وهو (الراتب).. ويجاهرون بالأمر، وكأن شرف المسؤولية العامة يرتبط بقيمة الراتب...يا ترى هل للمال ضمير؟.. أنا لا أعرف...لكن صديقنا أبو الراغب توقف عن مزاولة مهنته المحاماة..ورضي بما أعطته الدولة , وللان لم أشاهده يمارس الشكوى.
مازلنا في وسائل التواصل , ننشر الفيديوهات القديمة...الخاصة بالزميل طارق, ونتعامل معه وكأن المعارضة هي جسم متصلب متمترس خلف خط من الباطون المسلح وعليه فقط أن يمارس الطخ والهجوم دون أن يغير في تكتيكاته , لكن في الحقيقة هذا الشاب..استطاع أن يخرج مؤسسة مهمة في الدولة من حالة خمول تام...استطاع أن يفتح حوارا مع كل المؤسسات الإعلامية , وهو يحاول أن يقدم تعريفا قانونيا للصحفي...وفي عهده تغير وجه المؤسسة وصارت محجا لكل الصحفيين...
لم نحاسب طارق أبو الراغب على ما أنجز , قمنا بحسابه فقط..على ماضيه..ونسينا أن معارضته لم ترتبط بمشروع خارجي , ..لم ترتبط بأيدولوجيا حزبية خارجية...
أنا لست معجبا بشخصيته, لكني لا أستطيع التجاوز أبدا عن هذه الحالة المرنة , والتي أخرجت مؤسسة من السبات, إلى ممارسة دور حقيقي وتوعوي.. والرجل الذي جاء من المعارضة وانقلب كما اتهمناه , استطاع أن ينجح ويحقق ما عجز الاخر عن تحقيقه.
[email protected]